تفسير
[ سورة قريش ]
مكية ، وهي أربع آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ (4) ﴾ .
قال الزجاج : المعنى : جعلهم كعصف مأكول لإيلاف قريش ، أي : أهلك أصحاب الفيل لتبقى قريش وما ألفوا من رحلة الشتاء والصيف .
وعن مجاهد : ﴿ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ﴾ قال : نعمتي على قريش ﴿ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ ﴾ قال : إيلافهم ذلك فلا يشقّ عليهم . وعن ابن عباس في قوله : ﴿ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ ﴾ يقول : لزومهم . وعن أبي صالح : ﴿ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ ﴾ ، قال : كانوا تجّارًا ، فعلم الله حبّهم للشام . وعن قتادة : ﴿ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ﴾ قال : عادة قريش ، عادتهم رحلة الشتاء والصيف . قال ابن زيد : كانت لهم رحلتان : الصيف إلى الشام ، والشتاء إلى اليمن .
﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ ﴾ ، قال قتادة : كانوا يقولون : نحن من حرمة الله ، فلا يعرض لهم أحد . قال ابن كثير : وقوله تعالى : ﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ﴾ ، أي : فليوحّدوه بالعبادة وحده لا شريك له ، ولا يعبدوا من دونه صنمًا ولا ندًّا ولا وثنًا ؛ ولهذا من استجاب لهذا الأمر جمع الله له بين أمن الدنيا وأمن الآخرة ، ومن عصاه سلبهما منه ؛ كما قال تعالى : ﴿ وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ﴾ . انتهى ملخصًا .
________________________________
المصدر :تفسير توفيق الرحمن